دراسة التسربات النفطية وتأثيرها من الناحيتين البيئية والاقتصادية وتطبيق الدراسة على حقل الراقوبة بشركة سرت للعمليات النفطية
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
تعرف البيئة على أنها الوسط المحيط بالإنسان بجميع عناصره من ماء وهواء وكائنات حية، والذي يتيح له ممارسة نشاطاته المختلفة ضمن نظام دقيق ومتوازن، لكن هناك بعض المشاكل التي تؤثر على سير هذا النظام، ومن أكثر المشاكل المؤثرة على البيئة هي مشكلة التلوث. إن التلوث بشكل عام هو عبارة عن تغير سلبي في شكل وطبيعة مادة معينة نتيجة تأثرها بعوامل دخيلة، قد تكون طبيعيةً أو كيميائية، الأمر الذي من شأنه أن يحدث اختلالاً في توازن هذا النظام، والذي بدوره سيؤثر على جميع العناصر والموجودات فيه.
إن التلوث البيئي هو ليس نتاج العصر الحديث فقط، بل إنه بدأ من وجود الإنسان، و ذلك لأن الإنسان منذ تعرفه على الطبيعة وتعامله معها و محاولة استكشافها وتلبية متطلباته وهو يسهم في تلويثها، وأكبر مثال على ذلك كان الإنسان الأول الذي اكتشف النار وقام بعمليات الحرق، و لكن النسب و التأثير يختلف مع تطور العصر فالتلوث الذي حدث نتيجة إضرام النار في العصر الحجري للتدفئة والآكل ليس هو نفسه الناتج من مخلفات المصانع الحارقة للمواد الكيماوية والمنتشرة حول العالم وهو نفسه الذي يحدث نتيجة تسرب للنفط او الغاز سوي في مناطق الإنتاج او مناطق الشحن والتصدير حيث تعتبر عملية نقل النفط والغاز من العمليات المهمة في الصناعات النفطية لأنها مكمل لعملية استخراج النفط وفرزه في الحقول وبعدها ارساله الى المصافي ليتم تكريره وتحويله الى مشتقات نفطية .
وتركز هذه الدراسة على عملية التسربات التي تحدث في أنابيب نقل النفط من حيث حصر الكميات المتسربة والمسببة للتلوث وتكلفة الكميات المفقودة وكذلك تكلفة صيانة الانابيب ومعالجة التسربات ومن ثم حساب الوقت اللازم لعملية الصيانة وقد تم تطبيق هذه الدراسة على حقل الراقوبة التابع لشركة سرت خلال الفترة من 2002 الى 2003 واتضح ان الفاقد بسبب التسربات حوالي 210 برميل وبتكلفة حوالي 10500 دولار أمريكي.